• «دافوس» أفكار أمريكية أوروبية لتقويض أزمة «اليورو»

    28/01/2012

    «دافوس» .. أفكار أمريكية - أوروبية لتقويض أزمة «اليورو»

     

    تيموثي جاينتر يتحدث خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في مركز المؤتمرات في منتجع دافوس السويسري أمس. الفرنسية
     
     
     

    استعرض صناع القرار الرئيسون في أوروبا والولايات المتحدة الأفكار بهدف إخراج منطقة اليورو من أزمة ديونها في منتدى دافوس، وذلك قبل أيام من قمة أوروبية مهمة.
    ويأتي اجتماع الزعماء السياسيين والاقتصاديين من أنحاء العالم في المنتجع الواقع بين جبال الألب السويسرية مركزا على اليونان بين شؤون أخرى.
    وتوقع المفوض الاقتصادي الأوروبي أولي رين أن تتوصل اليونان إلى اتفاق مع الدائنين من جهات خاصة لإسقاط ديون خلال عطلة الأسبوع أو الأيام القليلة المقبلة.
    ويجري رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس محادثات مع البنوك وهيئات التأمين لتبادل طوعي للسندات ما يؤدي لشطب 100 مليار يورو من الديون اليونانية التي تبلغ 350 مليارا.
    ومن شأن عدم التوصل إلى اتفاق أن تتخلف اليونان عن سداد ديونها ما يلحق كارثة اقتصادية باليونان نفسها ويهدد أيضا البنوك الدائنة للحكومة اليونانية بمبالغ ضخمة، ويفرض ضغوطا على دول أخرى في منطقة اليورو.
    وقد بدأ زعماء الأسواق العالمية والوفود المشاركة في دافوس إظهار بعض التفاؤل بشأن الاتفاق اليوناني، إذ يأملون أن تطوي قمة الاتحاد الأوروبي الإثنين صفحة أزمة الديون وتتيح للحكومات التحرك باتجاه إقرار إجراءات لتنشيط النمو.
    ويتواجد وزيرا مالية ألمانيا وفرنسا ورئيس البنك المركزي الأوروبي في دافوس لبحث استراتيجيات التحرك الاقتصادي، وكيفية تعزيز منطقة العملة الأوروبية الموحدة تجاه عثرتها بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
    وسيلتقي الثلاثة مجددا الإثنين في بروكسل لحضور أحدث قمة يعقدها الاتحاد الأوروبي، وستكون الأولى منذ خفضت وكالة ستاندارد آند بورز التصنيف الائتماني لعدد من بلدان منطقة اليورو.
     
     
     

    كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي أثناء وجودها في قسم الشبكات الاجتماعية في قمة دافوس أمس
     
     
    أ
    ويبحث وزير المالية الأمريكي تيموثي جايتنر التوقعات المرتقبة للاقتصاد العالمي بعد إقرار إدارة أوباما بأن التباطؤ الذي تشهده منطقة اليورو أثر سلبا في النمو الأمريكي وذلك مع اقتراب موسم انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
    وكانت شكوك قد خيمت خلال منتدى دافوس على آفاق الاقتصاد العالمي خاصة ما يتعلق بجهود أوروبا للتكيف مع العجز الضخم في الموازنات الحكومية في الوقت الذي تسعى فيه أيضا لدفع النمو والتوظيف.
    ويواجه اليورو ضغوطا جراء ذلك -- ووسط مخاوف من إفلاس يوناني وربما تخلف عمالقة أوروبيين مثل إسبانيا أو إيطاليا عن سداد الدين -- فيما تجد منطقة اليورو التي تضم 17 بلدا نفسها مجددا على شفا كساد آخر.
    كما ينضم وزير المالية الفرنسي فرانسوا باروان إلى نظيره الألماني فولفجانج شويبله في نقاش بعنوان "كيفية خروج منطقة اليورو من أزمة العملة الموحدة"، ويأتي ذلك بعد أسبوعين من فقد فرنسا لعلامة تصنيفها الممتاز (أيه أيه أيه).
    وبعد خفض ستاندارد آند بورز التصنيف الفرنسي يوم الجمعة الـ 13 من كانون الثاني (يناير)، قال باروان إن الأمر "ليس بالكارثة" وأصر على أن الحكومة الفرنسية وليست وكالات التصنيف هي التي ستقرر السياسة الفرنسية.
    غير أن دعوات مختلفة عمت أجواء اجتماع دافوس لبلدان اليورو للتحرك بشكل حاسم لاستعادة الثقة، فقد اتهم الزعيم الكندي ستيفن هاربر العواصم الأوروبية بعدم إدراك مدى خطورة الوضع.
    كما زاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من الانتقاد إذ أحيا نزاعه مع بقية أوروبا الخميس بتسليط الهجوم على خطط كل من فرنسا وألمانيا فرض ضريبة جديدة على التعاملات المالية.
    وقال كاميرون إن "مجرد التفكير في ذلك في وقت نجهد فيه لتحقيق نمو اقتصادي هو ضرب من الجنون".
    وتسببت مشكلات منطقة اليورو في مخاوف تجاوزت القارة إذ حث الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون خلال خطابه الخميس، أوروبا على "التحرك بأقصى قوة" لمنع المشكلة من إغراق إيطاليا وإسبانيا.
    وقال كالديرون "بات لازما التحرك بأقصى قوة فورا، قبل أن نفقد القدرة على التحرك". وترأس المكسيك مجموعة العشرين في الوقت الراهن.
    وتابع كالديرون "لا تنسوا أننا في القارب نفسه. الأمر ليس مجرد انهيار محتمل لليورو، بل أزمة تعم العالم".
    وتأتي كلمة جايتنر بعد يوم من خفض بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي توقعات النمو الأمريكية إلى 2,2-2,7 في المائة، أي أقل بنحو ربع نقطة مئوية من التوقعات السابقة، متعللا بأزمة منطقة اليورو.
    وقال رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي بن برنانكي في مؤتمر صحافي "مازلنا نشهد آثارا تأتي من أوروبا".
    كما ركز اليوم الثالث من دافوس على أحداث تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث ألقى حمادي الجبالي أول رئيس وزراء إسلامي لتونس بعد ثورتها كلمة حث فيها على تقديم مزيد من الدعم لبلاده.
    وقال الجبالي "نعول على دعم أصدقائنا في أوروبا والولايات المتحدة. تونس بلد منفتح على جيرانه وخصوصا الأوروبيين".
    وشجع نظيره المغربي عبدالإله بنكيران المستثمرين على المجيء إلى المغرب بقوله "نحن منفتحون جدا. يمكننا ضمان مصالحكم واستثماراتكم بصورة أفضل من قبل .. مصالحنا متكاملة. نحن بحاجة إلى هذه الاستثمارات ونسعى إليها". كما شمل جدول أعمال اليوم مناقشة التطلعات النووية الإيرانية.
    فقد حث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إيران على الانخراط بشكل بناء مع فريق مفتشين يتجه إلى طهران الأحد، وذلك عقب تقرير أثار مخاوف أقوى تجاه البرنامج الإيراني.
    وانضم وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك إلى رئيس الوكالة الذرية يوكيا أمانو في النقاش بشأن الخصم اللدود لإسرائيل إيران، حيث قال إنه لا يتوقع أن تغير طهران تكتيكاتها فجأة وتصارح بشأن برنامجها النووي، متهما إيران "بخداع العالم بأسره وتحديه للحصول على قدرة نووية".
    كما حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيران على وقف برنامجها النووي، مضيفا أن تبعة إثبات أن البرنامج الإيراني لأغراض سلمية "تقع على الجانب الإيراني".

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية